الدورة السادسة والعشرين للمهرجان الدولي للعود بتطوان

في إطار الاحتفاء المغرب باليوم الدولي للحواربين الحضارات ، وبدعوة كريمة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، شارك المركز الثقافي الصيني بالرباط في فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمهرجان الدولي للعود بتطوان . وقد تألقت العازفتان الصينيتان، سونغ وكوانغ، إلى جانب نخبة من الفنانين القادمين من مختلف أنحاء العالم، في تقديم معزوفات تعكس عمق التلاقي الحضاري وتنوع التعبيرات الموسيقية على امتداد طريق الحرير.
شهد مساء 29 ماي افتتاحًا مميزًا للمهرجان، حيث صدحت أنغام الموسيقى الشعبية الصينية في عرض حماسي شدّ أنظار الجمهور وألهب مشاعره. كما حظي الأداء المشترك لمقطوعتين مغربيتين بأسلوب عزف مزدوج على آلة البيبا بإعجاب كبير وتفاعل استثنائي من الحاضرين، الذين عبّروا عن انبهارهم بتمازج النغمات وانصهار الثقافات.
وفي صبيحة اليوم الموالي، نظم المركز الثقافي الصيني بالرباط محاضرة علمية وثقافية تحت عنوان: “أنغام الأوتار بين ضفتي طريق الحرير – ألف عام من الحوار بين البيبا والعود”، وذلك بالمعهد العالي للموسيقى بتطوان. تناولت المحاضرة الجذور التاريخية والتطور الفني لكل من آلتي البيبا الصينية والعود العربي، واختتمت بعزف حيّ مشترك مع الموسيقي المغربي المبدع أمين الشعشوع، في حوار موسيقي عابر للزمن والحدود.
وفي مساء اليوم ذاته، احتضنت مدينة الفنيدق لقاءً فنّيًا جمع بين العازفتين الصينيتين وفرقة نسائية محلية، قدّمن خلاله عروضًا ارتجالية نابضة بالإبداع، في لوحة فنية تجسّد روح الانفتاح وثراء التبادل الثقافي بين الصين والمغرب.
لقد شكّلت فعاليات هذه السنة أكثر من مجرد تظاهرة فنية دولية، بل كانت مهرجانًا ثقافيًا بامتياز، يعانق التاريخ ويعبر الجغرافيا، حيث التقت الأرواح على إيقاع الموسيقى، وتآلفت النغمات لتروي قصة حضارات تتواصل وتتكامل. فقد عزف الفنانون من الصين والمغرب معًا سيمفونية خالدة لحوار الحضارات، مترجمين بأوتارهم معنى “الجمال في الاختلاف، والوئام في التنوع”.